فتحي الهداوي

فتحي الهداوي: فنان ترك بصمته الخالدة في المسرح والسينما والتلفزيون

فقدت الساحة الفنية مساء الخميس 12 ديسمبر 2024، الفنان الكبير والممثل القدير فتحي الهداوي، الذي غادر عالمنا عن عمر يناهز 63 عامًا. كانت مسيرته حافلة بالإبداع والعطاء، إذ ترك أثرًا لا يُمحى في مجالات الدراما، السينما، والمسرح، مقرونًا بحصيلة متميزة من الجوائز التي وثقت مكانته كأحد أعمدة الفن التونسي والعربي.

مسيرة استثنائية حافلة بالأعمال
وُلد فتحي الهداوي في 9 ديسمبر 1961، وأثبت على مدار حياته الفنية أنه فنان متعدد المواهب، قادر على تقمص الأدوار المعقدة بمهارة عالية، مما جعله يحظى بإشادة النقاد والجماهير على حد سواء. كان من أبرز أعماله المسرحية “العوادة”، إلى جانب مشاركاته البارزة في السينما والتلفزيون، سواء التونسية أو العربية وحتى الأوروبية.

انطلاقة من المسرح نحو النجومية
بدأت رحلة الهداوي مع الفن في المسرح، حيث تلقى تكوينه الأول تحت إشراف المخرج حمادي المزي في مدرسة ابن شرف، ثم انضم إلى مجموعة المسرح المثلث مع الأستاذ الحبيب شبيل. لاحقًا، كان من بين عناصر المسرح الجديد، إلى جانب قامات مسرحية تونسية بارزة مثل الفاضل الجعايبي والفاضل الجزيري وجليلة بكار.

تخرج الهداوي من المعهد العالي للفنون المسرحية في تونس سنة 1986، لتبدأ رحلته مع الأدوار المركبة، التي أبدع في تجسيدها، وأبرزها مسرحية “عرب”، التي تحولت لاحقًا إلى عمل سينمائي حاز فيه دور البطولة.

أيقونة السينما والدراما
دخل الهداوي عالم السينما منذ أواخر الثمانينيات، حيث شارك في أعمال تونسية وعربية وأجنبية، من أبرزها:
“حلفاوين” للمخرج فريد بوغدير
“صفائح من ذهب” للمخرج النوري بوزيد
“عصفور السطح”
بالإضافة إلى أعمال عالمية مع مخرجين مثل الفرنسي سيرج مواتي والإيطالي فرانكو روسي.
أما في التلفزيون، فقد تألق في أعمال رمضانية مميزة، من بينها مسلسل “ليام كيف الريح” (1991)، “غادة” (1992)، ومسلسل “ناعورة الهواء” (2014-2015)، الذي نال عنه جائزة أفضل ممثل.

الجوائز والتكريمات
حصد فتحي الهداوي جوائز عديدة، أبرزها:
أفضل ممثل مساعد عن فيلم “الحب الحرام” (2000) وأخرى عن فيلم “باب العرش” (2004) في أيام قرطاج السينمائية.
جائزة أفضل ممثل في مهرجان وهران للفيلم العربي (2013).
جوائز رمضانية من إذاعة موزاييك أف أم لدوره في مسلسل “ناعورة الهواء”.
إرث خالد في الفن التونسي والعربي
بأكثر من 31 فيلمًا طويلاً، 3 أفلام قصيرة، وعشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية، سيظل اسم فتحي الهداوي محفورًا في ذاكرة الفن، رمزًا للتفاني والإبداع. ورغم رحيله، سيبقى إرثه مرجعًا للأجيال القادمة ومصدر إلهام لكل من يتوق للإبداع.

رحم الله الفنان القدير فتحي الهداوي، وأسكنه فسيح جناته.